المكتبات العامة معلم من المعالم التي تزدان به المدن في العالم. هي مركز علم، ودليل حضارة، ومدرسة ذاتية لكل راغب في الاعتماد على نفسه بالتعلم عن طريق القراءة الحرة أو المنظمة. وأبناء الكويت يملكون هذا الإحساس بدور المكتبات العامة، ويرون أنها بجانب ما هي خطوة من خطوات التقدم فإنها كانت عندنا ضرورة. فقد نشأت فكرة إنشاء مكتبة أهلية عامة هنا في الوقت الذي كان فيه الحصول على الكتاب أو الصحيفة من أصعب الأمور، بسبب صعوبة المواصلات وانقطاع الصلات مع المراكز الثقافية الخارجية.
كان ذلك في سنة 1922م، عندما اجتمع عدد من المهتمين كان منهم السيد عبدالحميد الصانع، والسيد سلطان إبراهيم الكليب، وتداولوا في اجتماعهم مقترحا مؤداه ضرورة إنشاء مكتبة أهلية عامة في الكويت يستفيد منها الجميع بالقراءة والإطلاع، ومتابعة كل جديد في الخارج عن طريق الصحف التي تردها وتكون في الوقت نفسه مجالا للقاءات الثقافية والمناقشات في كل ما يفيد.
وبعد اقتناع المجتمعين بالفكرة، والإقرار بوجاهتها رأوا ضرورة البدء بالعمل على تنفيذها على أن يكون ذلك بضم عدد آخر من أبناء الكويت إليهم حتى ينهض الجميع بالعبء المنتظر، فكان أن رشحوا عددا من الشخصيات المعروفة، الذين كان لهم اهتمام بالشأن الثقافي وهم: السادة سليمان العدساني، وزيد محمد الرفاعي، ومرزوق الداود، ورجب السيد عبدالله الرفاعي، وعبدالرحمن النقيب، ومشاري الحسن، وعلي الفهد الخالد، ويوسف بن عيسى القناعي، وعيسى القطامي، ووافق الجميع على المشاركة في هذا العمل الوطني المهم آخذين على عواتقهم الالتزام ماديا ومعنويا بما يجب على كل واحد منهم، ولم يعتذر عن عدم الاشتراك معهم إلا عيسى القطامي لظروف خاصة به.
وبدأ العمل في مشروع المكتبة التي أطلق عليه اسم المكتبة الأهلية، واختار المؤسسون السيد عبدالحميد الصانع ليكون مشرفاً على التأسيس، والسيد رجب عبدالله الرفاعي مساعداً له مع توليه أمانة الصندوق، وعُين السيد عبدالله العمران ملاحظاً داخل المكتبة، وقد وضعت المجموعة التي بدأت هذا العمل نظاماً تسير عليه المكتبة بما في ذلك تأسيس مجلس لإدارتها كان قد اتخذ مقر المكتبة مقراً مؤقتاً له، وكان اجتماع مجلس الإدارة الذي التأم في اليوم الرابع من شهر جمادى الآخرة لسنة 1342هـ الموافق لليوم الحادي عشر من شهر يناير لسنة 1924م. قد قرر ما يلي:
1- تزوَّد المكتبةـ باستمرارـ بعدد من الصحف اليومية العربية، بما في ذلك الاشتراك في جريدة الأهرام وجريدة المقطم المصريتين، وجريدة القبس السورية، وذلك بصفة خاصة.
2- من حق الأعضاء دافعي الاشتراك والمقيدين في سجل المكتبة، استعارة نسخة من كل كتاب. كما يحق للمشتركين من غير الأعضاء الثابتين مثل ذلك، ولا يحق للشخص الواحد استعارة أكثر من كتاب في وقت واحد، وله أن يستعير غيره إذا أعاده، وعند الاستعارة فإنه لابد وأن يودع تأمينا لضمان حق المكتبة الأهلية في استعادة ما لها من كتب عند المستعيرين.
3- كما تبين لنا من قبل فقد ثَبَّت مجلس الإدارة كلا من السيد عبد الحميد الصانع مشرفا على كافة شؤون المكتبة، والسيد رجب بن عبدالله الرفاعي معينا له في حالة غيابه، كما جاء في النظام أن مجلس الإدارة يقوم باختيار من يحل محلهما إذا غابا أو انقطعا عن العمل.
هذا وفي السنة التي تأسست فيه المكتبة الأهلية ( 1922م ) استقال السيد عبد الحميد الصانع من الإشراف عليها كما كان مقرراً من قبل، فاجتمع مجلس الإدارة وبدَّل في طريقة العمل حين اختار الشيخ يوسف بن عيسى رئيساً والسيد سلطان إبراهيم الكليب مديراً.
ويبدو أن هذا القرار المهم كان نقلة بالنسبة للمكتبة الأهلية التي كادت تواجه انهياراً تاماً بسبب قلة الموارد وضعف الميزانية واستقالة عدد من الأعضاء، فعندما تم التغيير في النظام الإداري توجه الرئيس والمدير إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه، وتداركا الأمر بسرعة عجيبة، ولم يكتفيا بمتابعة الأمور التنموية بالنسبة للمكتبة، بل سعيا إلى الانتقال من البيت المستأجر الذي كان مقراً لها، وذلك بمحاولة الحصول على مقر خاص، وتم ذلك بالحصول على موقع أهداه للمكتبة الشيخ عبدالله السالم الصباح، ولما لم تكن تلك الإجراءات كافية فقد تقرر إيقاف النشاط ونقل الكتب إلى مخزن في المدرسة الأحمدي أو في مكان يقع بجوارها، حيث بقيت هناك عرضة للتلف منذ سنة 1928م حتى سنة 1935م. وفي السنة الأخيرة عاد الحديث مجدداً إلى إحياء مشروع المكتبة الأهلية، فتم تشكيل لجنة من أجل القيام بإنشاء مبنى خاص يخف عليها به تراكم الإيجارات، ويفسح لها في المكان، وقد تم اختيار موقع في وسط البلد بالقرب من مسجد السوق. وكان تشكيل اللجنة المشار إليها في اليوم الخامس والعشرين من شهر جمادى الثانية لسنة 1355 هـ الموافق لليوم الحادي عشر من شهر سبتمبر لسنة 1936م. وهي مكونة على الشكل التالي:
الشيخ يوسف بن عيسى، سيد علي السيد سليمان، عبدالله الصقر، مشعان الخضير، سليمان خالد العدساني، خالد العبداللطيف الحمد، عبدالله ثنيان الغانم.
بدأت اللجنة بجمع التبرعات للمشروع، فتوالت عليها تبرعات المهتمين المادية. وتبرعت السيدة شاهه الصقر بدكان من أملاكها أضافته اللجنة إلى دكاكين أخرى مجاورة له بعضها اشترته وبعضها أوقاف قدمها نظارها لهذا العمل، وتم دمج كافة الدكاكين، وشُرع في البناء ولم تمض سنة على البدء حتى بدأ استخدام المبنى الجديد ونقلت إليه الكتب من المخزن الذي كانت فيه، وسارت المكتبة في طرقها، ولكن سنة 1936م كانت هي السنة التي نشأت فيها دائرة معارف الكويت فضُم نشاط المكتبة الأهلية إلى أنشطة هذه الدائرة الحديثة وصارت المكتبة بعد انضمامها تدعى مكتبة المعارف العامة. وهي التي نمت فيما بعد نموا كبيرا فصارت لها فروع كثيرة في كافة نواحي البلاد، ولعلها المشروع الوحيد الذي ظل قائما منذ سنة تأسيسه الأولى بصفته مشروعا أهليا إلى حال نموه القائم حاليا تحت الظل الحكومي.
في الفترة الأخيرة من فترات العمل في المكتبة الأهلية وبعد إنشاء مبناها الخاص كان لابد من تعيين شخص يتولى إدارتها، ويكون في الوقت نفسه متعلما متابعا للاطلاع يعرف في شؤون الكتب ومتفرغا، فتم ـآنذاكـ اختيار الشيخ محمد صالح لكي تسند إليه أمانة المكتبة في وضعها الجديد، وقد استمر في عمله هذا حتى بعد أن أُدخلت المكتبة ضمن مسؤولية دائرة معارف الكويت.
الشيخ محمد محمد صالح رجل محب للعلم حريص على إيصاله إلى طالبيه، وكان ينظر إلى عمله وكأنه رسالة يقوم بها يبتغي من ورائها الذكر الحسن والأجر والثواب من الله سبحانه قبل كل شيء، ولد الشيخ محمد في منطقة الشرق من العاصمة الكويتية في سنة 1901م، ودرس مبادئ القراءة والكتابة على يدي والده الذي كان إماما وخطيبا في أحد مساجد منطقة الشرق، وبعد ذلك اتجه الشيخ محمد إلى تلقي دروس في اللغة العربية والفقه على يد الشيخ يوسف بن عيسى الذي اختاره فيما بعد للعمل في المكتبة عند إنشائها. ثم اتجه الشيخ محمد إلى تثقيف نفسه تثقيفا ذاتيا فاتسع في القراءة وبخاصة في مادتي الفقه وعلوم الدين، وكان محبا للاطلاع لا يتوقف عنه إلا لعارض مهم. اشتغل بالتدريس والمراجعة بمعهد الإرشاد والمعهد الديني، وعُرض عليه العمل في القضاء ولكنه لم يقبل ذلك.
عندما تحولت المكتبة فيما بعد إلى مسؤولية دائرة المعارف وسميت مكتبة المعارف وعُيَّن الشيخ محمد محمد صالح أمينا عاما لها، كان بذلك أول أمين عام لها وهي بهذه الصفة.
رعى الشيخ محمد المكتبة وانشأ لها فروعا عدة وجمع لها العديد من الكتب القيمة والنادرة، وتنقل بين عدد من البلدان من أجل تطوير عمله فيها واعتنى بشكل خاص بالوثائق والمخطوطات وتنظيمها، وأضاف هذا الفرع من العمل المكتبي إلى دائرة جهوده.
وعندما كان إماما وخطيبا بدأ عمله في مسجد القطامي سنة 1934م، ثم حل محل والده في مسجد الناهض، وكان يلقي دروساً طوال شهر رمضان، وبعد أن أدى الكثير من المهام طلب الإحالة على التقاعد فتم له ذلك، ثم توفي في الخامس من شهر مارس لسنة 1989م رحمه الله.
عندما تحولت المكتبة فيما بعد إلى مسؤولية دائرة المعارف وسميت مكتبة المعارف وعُيَّن الشيخ محمد محمد صالح أمينا عاما لها، كان بذلك أول أمين عام لها وهي بهذه الصفة.
رعى الشيخ محمد المكتبة وانشأ لها فروعا عدة وجمع لها العديد من الكتب القيمة والنادرة، وتنقل بين عدد من البلدان من أجل تطوير عمله فيها واعتنى بشكل خاص بالوثائق والمخطوطات وتنظيمها، وأضاف هذا الفرع من العمل المكتبي إلى دائرة جهوده.
وعندما كان إماما وخطيبا بدأ عمله في مسجد القطامي سنة 1934م، ثم حل محل والده في مسجد الناهض، وكان يلقي دروساً طوال شهر رمضان، وبعد أن أدى الكثير من المهام طلب الإحالة على التقاعد فتم له ذلك، ثم توفي في الخامس من شهر مارس لسنة 1989م رحمه الله.
وكان من أهم ما قام به هو تهيئة عدد من العاملين الممتازين الذين سارت معهم مكتبة المعارف وفروعها إلى الأمام، وكانوا مثالا صالحا لأمناء المكتبات يحبون الكتب ويرعون قُرَّاءها، ويحرصون على كل جديد يضاف إليها، ومن هولاء ابنه المرحوم صالح والمرحوم يوسف حسين، والمرحوم سهيل الزنكي وغيرهم.
كانت المكتبة الأهلية من أهم ما سعد به المفكرون من أبناء البلاد، فقد كان تنفيذ فكرتها حلما من الأحلام الجميلة التي تراود كل محب للقراءة وللأدب والثقافة بصورة عامة. ويدلنا استمرارها على الرغم من العوائق التي جابهتها منذ البداية على مدى تعلق منشئيها وقرائها بها باعتبارها أمر لا غنى عنه.
كانت المكتبة الأهلية من أهم ما سعد به المفكرون من أبناء البلاد، فقد كان تنفيذ فكرتها حلما من الأحلام الجميلة التي تراود كل محب للقراءة وللأدب والثقافة بصورة عامة. ويدلنا استمرارها على الرغم من العوائق التي جابهتها منذ البداية على مدى تعلق منشئيها وقرائها بها باعتبارها أمر لا غنى عنه.
كان الشيخ عبدالعزيز الرشيد مهتماً بهذه المكتبة مقدراً دورها في تنمية المواهب والمعارف لدى الشباب، ولذا فقد أفرد بابا للحديث عنها تحت عنوان المكتبة الأهلية قال فيه: ودَّ كثير من أهل الفضل والأدب في الكويت تأسيس مكتبة علمية تضم بين جنباتها من الكتب النافعة المفيدة ما يهذب العقول و ينور الأذهان سيما وكتب الجمعية الخيرية كانت محفوظة في بيت آل بدر الكرام، ومازال حديث تأسيسها ليرتادها الناس يتخلل المجالس والأندية إلى أن تحققت الأمنية على يد الأستاذ الفاضل مصلح الكويت الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وعلى أيدي إخوان له فضلاء من مواطنيه الغيورين ففتحوها بهمتهم ورتبوا لها على أنفسهم من المال ما يقوم بحاجتها وجُمع في ساحتها كثير من الكتب النفيسة التي تبرع بها المحسنون فضمت إلى كتب الجمعية الباقية.
وفي سنة 1341هـ فتحت المكتبة أبوابها للقراء وأصبحت موردا عذبا زلالا ومنهلا صافيا للمطالعين، وفيها عدا الكتب عدة جرائد ومجلات راقية تفضل بها رجال من أهل الشرف والغيرة.
وفي سنة 1341هـ فتحت المكتبة أبوابها للقراء وأصبحت موردا عذبا زلالا ومنهلا صافيا للمطالعين، وفيها عدا الكتب عدة جرائد ومجلات راقية تفضل بها رجال من أهل الشرف والغيرة.
وانتخب لها أعضاء من أحرار الكويتيين وأفاضلهم وأنيطت رئاستها للفاضل الشيخ يوسف بن عيسى القناعي وإدارتها للحر الغيور الفاضل سلطان آل إبراهيم الكليب.
من الملاحظ أن كافة الرجال الذين دعوا إلى فكرة المكتبة الأهلية، ثم إلى إنشائها، ومتابعة عملها ومجابهة الصعاب التي واكبت عملها كل هؤلاء كانوا من الأغنياء الذين يستطيعون الحصول على الكتب والمجلات بكل وسيلة، وكان منهم من لديه مكتبة كبيرة جداً مثل المكتبة التي كان يمتلكها الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وهي مكتبة كبيرة تضم مجلدات من أمهات الكتب كما تضم أعداداً كبيرة من مجلتي المقتطف والهلال المصريتين وكانت هذه الأعداد مجلدة تجليداً فاخراً، تبرع بها الشيخ لجمعية الإرشاد الإسلامي، وكان من سعادتي أن رأيتها واطلعت على ما فيها من كنوز، وذلك بعد أن قام بإهدائها إلى مكتبة جمعية الإرشاد الإسلامي في أوائل خمسينيات القرن الماضي فكان في إهدائه لها إثراء لمكتبة الجمعية المذكورة لا مثيل له لما تتميز به مختاراته من جودة، ولما تتضمنه من فوائد تعود على قرائها بالنفع الكبير.
وهو في ذلك مثال لغيره من علماء زمانه الذين كان حرصهم على الكتب كبيرا، وكان كل منهم يمتلك مكتبة يباهي بها غيره لما تضم من الفرائد. ومن هؤلاء الشيخ ناصر المبارك الصباح الذي كون مكتبة باذخة يحرص على رعايتها، وعلى تزويدها بكل جديد، وهو لذلك على صلة بأشخاص في عدد من الدول يمدونه بكل ذي فائدة من المطبوعات التي تجود بها مطابع تلك البلاد.
من الملاحظ أن كافة الرجال الذين دعوا إلى فكرة المكتبة الأهلية، ثم إلى إنشائها، ومتابعة عملها ومجابهة الصعاب التي واكبت عملها كل هؤلاء كانوا من الأغنياء الذين يستطيعون الحصول على الكتب والمجلات بكل وسيلة، وكان منهم من لديه مكتبة كبيرة جداً مثل المكتبة التي كان يمتلكها الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وهي مكتبة كبيرة تضم مجلدات من أمهات الكتب كما تضم أعداداً كبيرة من مجلتي المقتطف والهلال المصريتين وكانت هذه الأعداد مجلدة تجليداً فاخراً، تبرع بها الشيخ لجمعية الإرشاد الإسلامي، وكان من سعادتي أن رأيتها واطلعت على ما فيها من كنوز، وذلك بعد أن قام بإهدائها إلى مكتبة جمعية الإرشاد الإسلامي في أوائل خمسينيات القرن الماضي فكان في إهدائه لها إثراء لمكتبة الجمعية المذكورة لا مثيل له لما تتميز به مختاراته من جودة، ولما تتضمنه من فوائد تعود على قرائها بالنفع الكبير.
وهو في ذلك مثال لغيره من علماء زمانه الذين كان حرصهم على الكتب كبيرا، وكان كل منهم يمتلك مكتبة يباهي بها غيره لما تضم من الفرائد. ومن هؤلاء الشيخ ناصر المبارك الصباح الذي كون مكتبة باذخة يحرص على رعايتها، وعلى تزويدها بكل جديد، وهو لذلك على صلة بأشخاص في عدد من الدول يمدونه بكل ذي فائدة من المطبوعات التي تجود بها مطابع تلك البلاد.
وكان من أولئك الشيخ عبدالله الخلف الدحيان الذي تشهد بقايا مكتبته الموجودة الآن بما كانت تضم في وقته من مخطوطات ومطبوعات حرص على أن تكون في حوزته يقرؤها ويستفيد منها هو وتلامذته الكثيرون.
أما الشيخ عبدالعزيز حمادة فقد شاهدت له مكتبة هي من المفاخر لما تضم من أمهات الكتب وحين زرته في بيته بصفته شيخي الذي كنت أتلقى العلم على يديه وجدت هذا الكنز الكبير والبحر المتلاطم من العلوم والمعارف التي كانت تحويها تلك الكتب، وقد أحسن أبناؤه حين أهدوها إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تعميما للاستفادة منها.
ولا أنسى هنا ذكر مكتبة الخال الشيخ محمد سليمان الجراح فقد كانت له مكتبة كبيرة يقرأ ما فيها من كتب، فتراه مكبا عليها ليلا ونهارا، ويضم إليها كل جديد مما يشتريه أو يهدى إليه، وقد أهداني منها في صغري ثلاثة كتب اعتز بها ولا تزال محفوظة عندي هي: جواهر الأدب لأحمد الهاشمي، وشرح قطر الندى لابن هشام في النحو، ونيل المآرب في شرح دليل الطالب لعبدالقادر الشيباني ، وهو كتاب في الفقه على المذهب الحنبلي.
وغير هؤلاء كثيرون، ولا يزال عدد من أبناء الكويت يهتمون بتكوين المكتبات المنزلية ويجمعون لها ما طاب من الكتب، ويتيحون الفرص لغيرهم من أجل الاستفادة منها فكأنها مكتبات عامة ولكنها مخصصة لمعارفهم وأصدقائهم.
نعود إلى بداية الحديث عن الرجال الذين قاموا بهذه المهمة الوطنية الثقافية وهي إنشاء المكتبة الأهلية، وهي أول مكتبة عامة في البلاد فنؤكد مرة أخرى أن هؤلاء ليسوا في حاجة إلى المكتبة لأنهم يملكون من المال والصلات الداخلية والخارجية ما يمكنهم من الحصول على ما يريدون من كتب وصحف، بل وجدنا أكثرهم يمتلك مكتبته الخاصة التي يتعهدها بإضافة كل جديد إليها، ولكنهم قاموا بهذه المهمة خدمة لوطنهم، ولأبناء وطنهم لأنهم عرفوا أهمية توافر الكتب والصحف بين أيدي الناس، ورأوا أن الأمم تتقدم بالعلم وأن المكتبات من أهم روافد ذلك فحرصوا على القيام بهذه المهمة لا يريدون جزاءاً ولا شكورا، إلا أن يروا المكتبة، وقد بدأت عملها، وصارت منهلا عذبا يرتاده العطاش إلى المعرفة. فجزاهم الله خير الجزاء على ما قدموا، أما نحن فيحق لنا أن نفخر بوجود مثل هؤلاء الذين سعوا بكل جهودهم رغم صعوبة الأوضاع وقلة الموارد إلى تقديم خدمة وطنية عظيمة.
أما الشيخ عبدالعزيز حمادة فقد شاهدت له مكتبة هي من المفاخر لما تضم من أمهات الكتب وحين زرته في بيته بصفته شيخي الذي كنت أتلقى العلم على يديه وجدت هذا الكنز الكبير والبحر المتلاطم من العلوم والمعارف التي كانت تحويها تلك الكتب، وقد أحسن أبناؤه حين أهدوها إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تعميما للاستفادة منها.
ولا أنسى هنا ذكر مكتبة الخال الشيخ محمد سليمان الجراح فقد كانت له مكتبة كبيرة يقرأ ما فيها من كتب، فتراه مكبا عليها ليلا ونهارا، ويضم إليها كل جديد مما يشتريه أو يهدى إليه، وقد أهداني منها في صغري ثلاثة كتب اعتز بها ولا تزال محفوظة عندي هي: جواهر الأدب لأحمد الهاشمي، وشرح قطر الندى لابن هشام في النحو، ونيل المآرب في شرح دليل الطالب لعبدالقادر الشيباني ، وهو كتاب في الفقه على المذهب الحنبلي.
وغير هؤلاء كثيرون، ولا يزال عدد من أبناء الكويت يهتمون بتكوين المكتبات المنزلية ويجمعون لها ما طاب من الكتب، ويتيحون الفرص لغيرهم من أجل الاستفادة منها فكأنها مكتبات عامة ولكنها مخصصة لمعارفهم وأصدقائهم.
نعود إلى بداية الحديث عن الرجال الذين قاموا بهذه المهمة الوطنية الثقافية وهي إنشاء المكتبة الأهلية، وهي أول مكتبة عامة في البلاد فنؤكد مرة أخرى أن هؤلاء ليسوا في حاجة إلى المكتبة لأنهم يملكون من المال والصلات الداخلية والخارجية ما يمكنهم من الحصول على ما يريدون من كتب وصحف، بل وجدنا أكثرهم يمتلك مكتبته الخاصة التي يتعهدها بإضافة كل جديد إليها، ولكنهم قاموا بهذه المهمة خدمة لوطنهم، ولأبناء وطنهم لأنهم عرفوا أهمية توافر الكتب والصحف بين أيدي الناس، ورأوا أن الأمم تتقدم بالعلم وأن المكتبات من أهم روافد ذلك فحرصوا على القيام بهذه المهمة لا يريدون جزاءاً ولا شكورا، إلا أن يروا المكتبة، وقد بدأت عملها، وصارت منهلا عذبا يرتاده العطاش إلى المعرفة. فجزاهم الله خير الجزاء على ما قدموا، أما نحن فيحق لنا أن نفخر بوجود مثل هؤلاء الذين سعوا بكل جهودهم رغم صعوبة الأوضاع وقلة الموارد إلى تقديم خدمة وطنية عظيمة.
ومن الجدير بنا أن نقتدي بهؤلاء في مجال الخدمة العامة، وتنمية المشروعات الشعبية التي يستفيد منها كافة المواطنين، وأن نسعى إلى تنوع المشروعات النافعة التي يتكاتف أبناء الوطن في سبيل إقامتها ومتابعة أنشطتها، فالأمم لا تحيا إلا بهمم أفرادها الذين يسعون بكل تجرد عن المصالح الشخصية إلى مجالات الخدمة العامة، وتقديمها للجميع. إننا من أجل رفعة وطننا ينبغي أن ننبذ الأنانية، وننسى التسابق البغيض على المصالح الخاصة التي استعبدت الكثيرين منا على حساب مصلحة البلاد.
مكتبه قامت بانجازات كثيره وممتاز جدا
ردحذف