الاثنين، 21 نوفمبر 2011

واقع المكتبات في الكويت

واقع المكتبات العامة في الكويت:مبان متهالكة وغياب للحواسيب... ولا عزاء للرواد


لا شك أن وجود المكتبات العامة في أي بلد هو مؤشر حضاري على مدى تفاعل أفراد المجتمع مع الحراك الثقافي والعلمي الذي أخذت وتيرته تتصاعد في العالم في الآونة الأخيرة على نحو بات من الصعب على أي شخص الإلمام بشتى فروع المعرفة في وقت واحد وهنا يمكن للمكتبة العامة أن تقوم بدور كبير في الحصول على الإصدارات الحديثة وتصنيفها وتحديث أرشيفها واستخدام نظم مستحدثة لمساعدة كل طالب علم وثقافة على إشباع نهمه من المعرفة والإطلاع والارتقاء بمستواه الفكري والأكاديمي·
والسؤال هل تقوم المكتبات العامة في الكويت بهذا الدور؟ الى أي مدى استطاعت أن تواكب التطور العلمي التكنولوجي الحاصل على مستوى العالم وتقدم لروادها من الطلبة هواة القراءة خدمات ترقى الى مستوى طموحاتهم وتشجعهم على المزيد من البحث والاطلاع·
في جولة قامت بها "الطليعة" على عدد من المكتبات العامة وجدنا أنها وعلى الرغم من الطفرة الالكترونية في مجال المعلوماتية ودخول النظم الآلية في شتى مناحي الحياة لم تواكب هذا التطور في تحديث نظمها بما يخدم دورها كقطاع تابع للتنمية التربوية ومصدر من مصادر التعليم بل إنها تفتقر لأبسط المقومات وهو العدد الكافي من أجهزة الحاسب الآلي البعض ممن التقيناهم عزا الأمر الى انتشار الحواسيب في المنازل مما يغني عن اللجوء الي المكتبة العامة والبعض الآخر رأى أن هناك إهمالاً من قبل وزارة التربية وهي الجهة الرسمية المعنية بهذا الموضوع في تطوير وتحديث المكتبات العامة وبين هذا وذاك يبقى وجود مكتبات عامة متطورة أمر يستحق الوقوف عنده· التفاصيل في هذا الاستطلاع:
بداية اتفق جميع أمناء المكتبات على أن رواد المكتبات هم من جميع الفئات والأعمار خاصة من مرحلتي المتوسط والثانوي وأن العدد خلال شهر يناير وفبراير لم يزد عن 130 شخصا وهو عدد قليل مقارنة بالسنوات الماضية جداً·
ورأوا أن الأهداف العامة من إنشاء المكتبات لم تتحقق بنسبة كبيرة نظراًَ لقلة الإمكانات المتوافرة كما أن ضعف النظام الآلي بالمكتبات جاء ليثبت بأن وزارة التربية لم تحقق هدف تحديث المكتبات الكترونياَ ولم تواكب التطور التكنولوجي ولم تتماشَ مع سرعة التغيرات والتطور تحت مظلة العولمة لخدمة الطالب·
فقد تم تطبيق النظام الآلي بشكل متأخر وضعيف وأول ما طبق في مكتبة القرين عام 2000 ثم في عدد من المكتبات العامة الأخرى ولكن عددا كبيرا منها لا يملك أجهزة حتى الآن ولم يدخل النظام الآلي في صميم العمل الفني في مجال الإعداد والمصادر مثل الفهرسة والتصنيف والبيلوغرافيا وغيرها من العمليات المهمة كما لم تحظ وحتى الآن باهتمام وتوجيه الوزارة نحوالتطبيق·
نقص أجهزة الكمبيوتر

أشار بعض أمناء المكتبات من شتى مناطق الكويت مثل مكتبة القرين، الصليبيخات ، الشامية والدعية والعديلية إلى عدم وجود أجهزة كمبيوتر في الغالب أو وجود جهاز واحد أو اثنين و مقارنة بحجم الرواد اليومي للمكتبات فهو لا يلبي احتياجات للرواد من الطلبة، ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى عدم توجه المعنيين في الوزارة لدعم النظام الآلي في المكتبات هو توافر الحاسب الآلي في كل بيت في ظل دخول التكنولوجيا، لذا جاءت قلة اهتمام الوزارة بتوفير الحاسب الآلي وأدت الى نقص تعاني منه جميع المكتبات، حيث لا تستخدم إلا بواسطة الأمناء مما لا يشكل دافعا لارتياد المكتبات العامة بأعداد تتناسب مع عدد المتعلمين الذين يزدادون بالتوازي مع ملامسة المجتمع لدور التعليم والشهادة الدراسية التي ترتبط بفرص التوظيف والنظرة المستقبلية والرضا عن المستوى المعيشي بشكل عام·
وقد أفاد أمين مكتبة القرين نبيل البلوشي بأنه لا يوجد أي جهاز كمبيوتر يستخدمه الرواد كما أكد أمين مكتبة الصليبيخات حمد العنزي بأنه حتى الآن لم توفر الوزارة أي جهاز لديهم·
بطء توفير الإصدارات الحديثة

كما سلط أمناء المكاتب الضوء على عدم مواكبة المكتبات لسرعة إصدار الكتب وقلة تنويعها والافتقار الى الإصدارات الحديثة من الكتب، وفي هذا الصدد قال أمين مكتبة القرين نبيل البلوشي: "المواكبة بطيئة بسبب الروتين الإداري والإدارة المركزية وقلة المخصصات، كما أن حجم الكتب الجديدة يقارب %10 من عدد كتب المكتبة"· وأشار أمين مكتبة الصليبيخات حمد العنزي الى أنه: تأتي مواكبة الإصدارات بالسرعة المطلوبة عن طريق الإنترنت وديسكات الكمبيوتر، وهذا غير موجود أو لا يعمل به في نظام المكتبات العامة، كما أن نسبة الكتب الجديدة تشكل 20% فقط من عدد الكتب في المكتبة · وهي نسبة ضئيلة جداً·
مبانٍ قديمة ومستهلكة
رغم جهود الوزارة بتوفير مكتبات عامة في شتى مناطق الكويت فإن مباني المكتبات ظهرت بصورة غير متوقعة نظراً لاختيار مواقع غير مناسبة لها، وقد أشار جميع الأمناء الى صغر حجم المكتبات بالنسبة لحجم الرواد، والى أن المباني قديمة ومستهلكة ولا تناسب دور المكتبة العامة، ورغم التصريحات التي أدلى بها المسؤولون في الوزارة بالتوجه لإعادة بناء بعض المكتبات واستحداث البعض منها مثل مكتبة اليرموك والقرين إلا أنه لا تزال تلك الإصلاحات والتغييرات قيد خطة عمل لم تر النور، فأصبحت المكتبة العامة مطلباً لابد منه لأنه مطلب وزاري·
عزوف أمناء المكاتبأكد أمين مكتبة القرين وأمناء المكتبات الأخرى بأنه لا يوجد كادر فني لأمناء المكاتب وهناك غياب عام لتدريبهم وتطويرهم عن طريق دورات تنشيطية وورش العمل الخاصة بالمراجع والمصادر والنظم الآلية سواء باستطلاع دوري للمكتبات في الكويت أوالدول الأخرى، مما أدى إلى عزوف الأمناء خلال الآونة الأخيرة عن مزاولة أعمالهم بالشكل الصحيح·
تدني مستوى التوعية

من خلال تعليق أمناء المكاتب الذين التقيناهم وجدنا أن الوزارة أخفقت برفع مستوى توعية طلاب العلم خلال السنوات الأخيرة بأهمية دور المكتبات العامة ومدى استفادة الجمهور من الكتب المتوافرة علمياً، كما أن توجه الإدارة المركزية لهذه المكتبات من النواحي الإدارية والمالية أدى إلى تخلي المكتبات العامة عن مهمتها، حيث أصبحت مدرسية فقط لتبعيتها لوزارة التربية، بحيث أصبحت لا ترقى إلى اهتمام المتعلمين من المراحل التعليمية العليا·
آمال معلقةوفي النهاية بدت آمال الأمناء معلقة على توجه الوزارة واهتمامها لإعادة بناء المكتبات واستحداث عدد منها وتفعيل دور النظام الآلي فيها، وتكثيف الدورات التدريبية للأمناء المتخصصين وتخصيص كادر فني لتحفيزهم على البقاء لتجنب عزوفهم عن العمل فيها، وأكدوا على ضرورة نشر التوعية بين الرواد وأخذها على محمل الجد من قبل الوزارة·





هناك 4 تعليقات:

  1. والله يعطيك العافيه على الموضوع لانه صح عندنا بالكويت المباني قديمه والمصادر ببعض المكتبات ناقصه ومافي حواسيب والله تشوف مكتبات الدول الثانيه ماشاء الله عليهم

    ردحذف
  2. المفروض يقومون لجنه معينه بتعديل كافة المباني المهمه

    ردحذف
  3. الله يعطيك العافية

    ردحذف
  4. الله يعطيك العافية

    ردحذف